ثلاثة باحثين عن الفيل في بلاد الهند!
ثمّة حكاية ألمانيّة تنقل عن ثلاثة باحثين: أميركي وبريطاني وألماني، سافروا إلى الهند، لإجراء دراسات حول "الفيل"، وبعد مضي ستة أشهر، رجع الأمريكي ليدوّن كتاباً حمل عنوان: "كلّ شيء عن الفيل"، فيما واصل الباحث البريطاني استقراره في الهند لسنةٍ إضافيّة، ليرجع مؤلِّفاً كتاباً حمل عنوان: "فلنعرف الفيلة أفضل"، أمّا الباحث الألماني فاستقرّ في الهند أربع سنوات إضافية، قضاها في دراسة الفِيَلة، ليكتب بعد عودته كتاباً أسماه: "المقدّمة إلى معرفة الفيل".
تريد هذه القصّة ـ سواء كانت حقيقيّة أم لا ـ أن تخبرنا أنّه كلما زاد علمنا وبحثنا في الأشياء، فإنّ المفترض والمتوقّع أن يزيد تواضعنا، وكلّما قلّ علمنا ازدادت ادّعاءاتنا الكبرى، وكلماتنا العريضة، وعناويننا الفضفاضة، حتى تصبح الحقيقة الكاملة وكأنّها بين أصابعنا، نقلّبها كيفما شئنا.
التواضع المعرفي ليس فقط سمةً أخلاقية نضيفها على جهودنا العلميّة، بل هو أيضاً نتيج تلقائي لهذه الجهود، بحيث يصبح العقل غير قادر ـ نتيجة نضجه ووعيه ـ على رفع الشعارات الكبيرة وحمل الادّعاءات المطلقة.
حيدر حبّ الله
الخميس 31 ـ 7 ـ 2025م